د. خولة الكريع: كبيرة علماء أبحاث السرطان في السعودية

تشهد المملكة في السنوات الأخيرة نهضة تنموية على كل الأصعدة، والتي رافقها تحقيق كثير من النجاحات والإنجازات للمرأة السعودية في عددٍ من المجالات. حيث تحتل المرأة مكانتها الطبعيّة في المجتمع، وتواصل مسيرتها نحو التمكين والمشاركة؛ لتصبح قوة تأثير نحو قيادة التغيير، وتحقيق رؤية 2030.

ومن هذه النماذج المشرقة للمرأة السعودية د. خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، كما تشغل حالياً منصب رئيس مركز أبحاث الملك فهد لأورام الأطفال التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، كما أنها بروفيسور محاضر في كلية الطب بجامعة الفيصل في الرياض.

وتعدّ د. خولة من أهم الباحثين في العالم في مجال التعديل الجيني الدقيق للخلايا السرطانية باستخدام التقنيات الحديثة، وقد اشتهرت ببحثها الرائد والفريد من نوعه حيث اكتشفت جين  FOSM1 الذي تبين أنه يحفز انتشار خلايا السرطان؛ وقد أسهم اكتشافها في تشخيص وعلاج أنواع مختلفة من السرطان. كما نالت وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في 2010 نظير تحقيقها عدة إنجازات بحثية متميزة جعلتها من الكفاءات التي يشار إليها بالبنان محلياً، وإقليميّاً، وعالمياً.

وُلدت الدكتورة خولة في منطقة الجوف بالسعودية، وقررت الالتحاق بدراسة الطب في جامعة الملك سعود في الرياض، ثم تخصصت في دراسة السرطان، وامتد طموحها حتى حصلت على الزمالة الأمريكية في علم الأمراض من جامعة جورج تاون الأمريكية، ثم أنجزت مرحلة الدكتوراه في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي عام 2013 حققت إنجازاً جديداً حين عُيّنت في مجلس الشورى السعودي، وظلت فيه حتى عام 2017، حيث سخّرت نفوذها، وتأثيرها؛ لمساندة حقوق المرأة في السعودية، ودعم الأبحاث العلمية.

ويُنظر إليها اليوم بصفتها رمزًا للتقدم الذي يمكن للمرأة السعودية أن تحققه، حيث استطاعت تمثيل المملكة في عدد من المناسبات الدولية العلمية، ونشرت أبحاثها في أرقى المجلات العلمية في أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى المجلات العربية.

في مجال لا يزال تمثيل المرأة فيه منخفضاً على المستوى العالمي، وتصارع فيه للمساواة مع نظرائها الرجال، يلمع اسم د. خولة الكريع التي استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً في مجال علمي يهيمن عليه الذكورعبر بحوثها واكتشافاتها الرائدة، وألهمت أجيالاً من النساء؛ ليتبعن خطواتها في المجالات العلمية.