<

تركز الاهتمام على إظهار القيمة التجارية للعلاقات العامة، ومع ارتفاع رقمنة القطاع، واعتماد أدوات ومعايير جديدة تمكن من التقييم المستمر وقياس الحملات فقد بات واضحًا كيفية قياس نجاح حملة علاقات عامة من فشلها عبر المعايير، وبما أن العلاقات العامة تلعب دورًا كبيرًا في بناء سمعة العلامة التجارية، وتحسينها، وتساعد الشركات على تحقيق أهدافها الرئيسة فإن من المهم إيضاح هذا الدور على شكل أدلة رقمية ومقاييس ومعايير متنوعة.

تحدد معظم وكالات العلاقات العامة نجاح الحملات بعدد الزيارات أو المشاهدات، أو النقرات.. إلخ، إلا أن قياس نجاح حملة ما لا يقتصر على مجرد ربط أرقام الحملات وانتشارها بعدد المبيعات، فحتى لو استطعت معرفة عدد مشاهدات إعلانك عبر الإنترنت، فمن الصعب -وربما من شبه المستحيل- ضبط عدد قارئي مقالات الصحف والمجلات غير الموجودة على الشبكة.

ما المعايير والمقاييس الأنسب إذن؟ تعتمد فعالية حملة العلاقات العامة على عدد من مؤشرات الأداء الرئيسة المتفق عليها من أصحاب المصلحة في بداية الحملة، ولذا على مختص العلاقات العامة أن يوائم أهدافه ورؤاه في العلاقات العامة مع أهداف المؤسسة أو المنشأة أو العميل الذي يعمل معه؛ وعليه فإن نجاح الحملة من فشلها سيقاس بمدى تحقق تلك الأهداف من عدمه.

ولذلك فمن المهم اختيار المقاييس الصحيحة لقياس تأثير حملة ما، أو تسويق للعلامة التجارية؛ لأنه سيساعد في التحقق من توجيه الجهود وضبطها خلال العمل مع العميل، يُضاف لذلك ما تتطلبه الحملات من تحليل للأداء، ومن ثم تطويرها، وتنقيحها أو تصحيحها وفقًا لذلك، وعلى ذلك فإن مقاييس نجاح حملتك معتمدة على أهداف الحملة ابتداءً.

وعلى الرغم من عدم وجود مقياس موحد يوضح نتائج جميع حملات العلاقات العامة ويحكم على نجاحها، إلا أن هناك مجموعة معينة من المعايير الأساسية والتي يُمكنك تضمينها على شكل (تقرير شامل) يوضح نجاح العلاقات العامة من فشلها، وسنجيب عن سؤال: كيف أقيس نجاح حملة العلاقات العامة؟ بأكثر المقاييس استخدامًا في هذا المجال.

  • راقِب أداء الوسائط ووسائل الإعلام: ويعني ذلك أن تعرف ما يُقال عن علامتك التجارية، وان تحدد (من يقول ذلك، ماذا يقول عنها)، وكذلك أن تعرف ما يقوله منافسوك عن الحملة، وما يتداول عنها في مجال العمل، وفي أي مكان ذي صلة بها، وتعد إحدى الطرق التقليدية لتطبيق ذلك هي تتبع عدد مرات نشر مقالك في الصحف، أو الحديث عن علامتك التجارية في وسائل الإعلام المستهدفة، ومع التطور الرقميّ فعليك كذلك ألا تقتصر على الصحف المطبوعة، بل أن تمتد مراقبتك وبحثك إلى عالم الإنترنت، والبثوث المباشرة، ووسائل التواصل الاجتماعي، اعرف ما يُقال عن حملتك أو علامتك التجارية جيدًا وبهذا تستطيع قياس تأثير الحملة سلبًا أو إيجابًا.

  • قس معدل المشاركة والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي: يعتمد محترفو العلاقات العامة على منصات التواصل الاجتماعي؛ لتعزيز وصول المحتوى للجماهير المستهدفة، ويُمكن قياس هذا التفاعل ورصده بعدة مقاييس أساسية توفرها هاته المنصات، مثل: عدد الإعجابات، والمشاركات، والإشارات، والتعليقات، وإعادة التوجيه، والاقتباس.. وغيرها، وكل تلك المعايير تعطي فكرة عامة قد تساعدك أو توجه بوصلتك عند تحليل الحملة، وعادةً ما تتوفر تلك التحليلات في قسم خاص بها في كل منصة، فعلى سبيل المثال: توفر منصة تويتر على قسم للتحليل يُظهر عدد مرات ظهور التغريدة، وعدد مرات زيارة الملف الشخصي للحساب، وعدد الإشارات، وعدد المتابعين، والتي تُعطي فكرة جيدة عن التفاعل والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

  • فعّل قائمة الرسائل الإلكترونية: تعد حملات البريد الإلكتروني من أشيع الطرق لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، والتي يُمكن تتبعها عبر النظر في بيانات إدارة علاقات العملاء، ومنها: معدلات فتح الرسالة، ونسب النقر أو الضغط على الروابط والأزرار، ومعدلات تحويل الرسائل أو إعادة مشاركتها، وطلبات إلغاء الاشتراك، أو المتابعة… إلخ.

  • تتبع ظهور موقعك على محركات البحث: يجب على مختص العلاقات العامة أن يقيس حركة مرور موقعه والروابط المتصلة بها أساسية أو ثانوية قبل إطلاق الحملة وبعده؛ لكي يقيس زيادة البحث أو كتابتها في محركات البحث وزيارة الموقع أو المدونة الخاصة بالعلامة التجارية المستهدفة بحملة العلاقات العامة؛ وتحديد نجاح الجهود من فشله. ويُمكن استخدام أداة Google Analytics أو ما يماثلها من الأدوات لاستخلاص الإحصائيات المهمة قبل الحملة، وبعدها، ومن تلك الإحصائيات: عدد زوار الموقع، مصدر حركة المرور، ومكانه، مرات مشاهدة أو معاينة الموقع أو المدونة، مدة الجلسة، معدل الارتداد أو العودة للموقع الإلكتروني أو المدونة… إلخ، وهذه البيانات قد يتوسع تحليلها ليشمل نقاطًا مفيدة أكثر مثل: التركيبة السكانية للجمهور، والفئات العمرية لزوار الموقع، وتعزز الروابط الخلفية وتحسّن محركات البحث، وتزيد من حركة مرور الويب؛ ما ينعكس على تحقيق تصنيفِ محرك البحث العالي ويرفع اقتراح موقعك فور البحث في المجال عن كلمات مفتاحية متعلقة بك، ولهذا يعد الحصول على ارتفاع في مقترح البحث (كأن تكون أول موقع أو ثاني موقع مقترح على قوقل) مقياسًا رئيسًا لنجاح العلاقات العامة النشطة.

TAGS

 

 

Default Comment (0) Facebook Comment ()

Your email address will not be published.

[wpdevart_facebook_comment curent_url="http://developers.facebook.com/docs/plugins/comments/" order_type="social" title_text_color="#000000" title_text_font_size="22" title_text_font_famely="monospace" title_text_position="left" width="100%" bg_color="#d4d4d4" animation_effect="random" count_of_comments="2" ]