<

تتمحور العلاقات العامة على مهارة الإقناع، إقناع الآخرين بك، وبمنتجك، ويعمل مختصو العلاقات العامة بوصفهم (رواة قصص) للآخرين، فهم يتخيرون القصص التي تعزز من صورة منتجك وتروّج لمنشأتك وأعمالك، وكذا يمكن توظيف العلاقات العامة لحماية السمعة، أو تعزيزها، أو بناء السمعة ابتداءً بالتعاون مع وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، أو العلاقات مع الإعلام والتواصل مع المعارف الذين تعرفهم، سيحلل محترف العلاقات العامة أعمال منشأتك، وسيعثر على الرسائل الإيجابية فيها، ليترجمها في قصص إيجابية عنك. 

هناك فائدة من جعل عملك أو منشأتك تحت دائرة الضوء الإعلامي على شكل قصة ملهمة  أو مقال -إلا إذا لم تكن ترغب بعدم الظهور إعلاميًّا-، فتسليط الضوء عليها قد يرفع وعي المستهلك، ويزيد المبيعات، ويزيد من مصداقية العلامة التجارية، ويجذب المستثمرين، ويؤدي إلى عقد الشراكات، ويؤمن وجود عملاء جدد ومحتملين، ويخلق تفاعلات كثيرة، إلى غير ذلك من المزايا.  

ولأن الأخبار الرئيسة، والعناوين في الصفحة الأولى فرصة لا تتكرر كل يوم؛ فعندما تستحوذ على هذه الفرصة ستحصل على زخم إعلامي واهتمام واضح، إضافةً لمزايا حجز عمود صحفي، إلا أن ذلك الزخم يحتاج لأن يستمر؛ كيلا ينخفض أو ينقطع، وعليك اتباع نهج أو استراتيجية ليستمر الاهتمام بقصتك الملهمة، وقد تكون أخبار إنجازاتك ذات وقع أقوى وأكثر ثباتًا من إعلان قوي واحد. 

إذن: كيف تعدّ قصةً ملهمةً تعزز سمعة علامتك التجارية إعلاميًّا؟

1- اروِ قصة: يعد هذا هو الأسلوب الأكثر شيوعًا في أساليب العلاقات العامة، وهو يتضمن: سرد قصص عن علامتك التجارية؛ لبناء صورة ذهنية عن أهم المنجزات المتعلقة بعملك، كخبر إطلاق خدمة جديدة، أو تطبيق جديد، أو تعيين رئيس تنفيذي جديد، أو توظيف شخصية مهمة، أو اعتماد خطة عمل جديدة، أو اندماج فروع للعلامة، أو الفوز بجائزة إقليمية أو عالمية وغيرها، وكذلك قد يفيدك نشر خبر عن قصة علامتك التجارية على شكل مقالات مكتوبة في الصحف الإخبارية، أو تقييمها من المحللين، أو الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: إما عبر مدونة، أو على شكل تغريدات مرفقة بالصور ومقاطع الفيديو.. إلخ، بالتزامن مع نشرها والتسويق لها على موقعك الإلكتروني، وهو غيض من فيض لطرق نشر قصتك الإعلامية. 

2- استبق الصحف:  يحدث ذلك عندما تلاحظ قصة في الأخبار وتستجيب إليها إما بالرد أو التفاعل، قد يكون خبر تحول في سوق الأسهم، أو إعلان سياسات حكومية جديدة، أو الآثار الاقتصادية للظروف والمستجدات الخارجية.. إلخ.

يستجيب الصحفيون للأخبار العاجلة بالبحث عن خبراء للإدلاء بآرائهم والتعليق عليها، ويقومون عادةً بالتواصل مع قائمتهم المعدّة من المعارف الإعلاميين والخبراء الموثوقين، وبسرعة البديهة وصحة الاختيار تؤدي اتصالاتهم إلى نتائج ممتازة، واهتمام إعلامي جيد. أما عندما لا تكون القصة أو الخبر عاجلًا أو جديدًا فإن هناك فرصةً للشركات لمشاركة الصحفيين أخبارها وقصصها المميزة، والتي عادةً ما تكون ملفتة على عكس الأخبار اليوميّة؛ ما يشجّع الصحفيين على استباق نشرها! فمثلًا: إذا اتفقت شركات المحاماة على طرح باقة جديدة، أو عرض جديد أو قرار يقضي بتخفيض الأسعار في حال كان الاشتراك شهريًّا أو منتظمًا، وكان عميلك شركة محاماة قد وقعت عقدًا أو صفقة جديدة مع عميل آخر مهم، فتلك قصة تستحق سبقًا صحفيًّا يجب أن يكون قصةً في الأخبار تُحكى عن شركتك أو عميلك.  

3- قُد فكر التغيير: يروج حاليًّا اتجاه (القيادة الفكرية) في مجال العلاقات العامة والتسويق، والذي يمكنك أن تقود في المجال وتحصل على اهتمام من وسائل الإعلام بريادتك في التعليق على الأحداث بذكاء، والتثقيف بمجالك بصفتك خبيرًا، فعلى عكس السابق.. كانت الأخبار تعني المرجع الرئيس لوسائل الإعلام، أما الآن فإن المحتوى الغني المعلومات، والمدعم بالرؤى هو المرجع وهو أحد الأعمال التجارية الكبرى، وعليه فإن نجاحك الإعلامي لم يعد مربوطًا بنجاح الأخبار فحسب، بل على قدرتك على إنتاج المعلومات، ومشاركتها، وقيادة الفكر داخليًّا وخارجيًّا؛ وهو ما سيقدّره جمهورك المستهدف، والسوق والمجال الذي تعمل فيه. 

4- ابنِ علاقات: العلاقات العامة هي اسم على مسمى، ولها من اسمها نصيب، نحن نبني العلاقات! وعلى الرغم من كون العلاقات مع وسائل الإعلام جزءًا لا يتجزأ من عملنا؛ إلا أن العلاقات العامة تتبوأ مكانة أعلى فيما يتعلق ببناء علاقات مباشرة مع جمهورك المستهدف، والعملاء. ومع تقلص دور الصحف والأخبار التلفزيونية، راجت المنافذ الأخرى التي يتلقف فيها الناس الأخبار كالمدونات، وشبكات التواصل الاجتماعي. إذا كنت تعمل مع مؤسسات داخل قطاع الأعمال فعليك معرفة: ما أهم الأخبار التي يقرؤها ويهتم بها جمهورك. فقد تكون: أخبارًا في مجلات متخصصة تجارية أو إقليمية، أو مقالات متخصصة في الصناعة، وقد تكون أخبارًا عن القطاعات التي تخدمها أو تتعاون معها، إضافةً إلى أخبار مستجدات قطاعات الأعمال التجارية أو التقارير الاقتصادية في أقسام الأخبار الوطنية.

TAGS

 

 

Default Comment (0) Facebook Comment ()

Your email address will not be published.

[wpdevart_facebook_comment curent_url="http://developers.facebook.com/docs/plugins/comments/" order_type="social" title_text_color="#000000" title_text_font_size="22" title_text_font_famely="monospace" title_text_position="left" width="100%" bg_color="#d4d4d4" animation_effect="random" count_of_comments="2" ]